مرحلة ما قبل التخطيط –من الولادة إلى سنتين .

الصفات العامة – عندما نتحدث عن صفات هذه المرحلة يجب علينا أن نعرف أن ولادة الطفل تدل على وصوله إلى العالم الخارجي لا على بدء تكوينه ، لان بدء تكوين الطفل يرجع إلى الوقت الذي تكون فيه الجنين من قبل ، ثانيا أن الأسابيع الأربع الأولى من حياة الطفل تعتبر تكمله لشهور الحمل ، وفي الوقت نفسه تعتبر فتره تحضير يتكيف فيها الطفل مع العالم الخارجي ، لذلك فحالة الطفل في هذه الأسابيع تتميز بعدم الاستقرار فكثيرا ما يرتعش ويعطس ويبكي ، وكثيرا ما يختل نظام تنفسه ودرجة حرارته ، ثالثا أن سلوك الطفل عامة يتصل اتصالا وثيقا بالوظائف الفسيولوجية ، كالتغذية والنوم والإخراج ….ألخ .هذه هي أهم الصفات التي نلاحظها على الطفل في الأسابيع الأربع الأولى من حياته ، أما عن صفات المرحلة عامة فتتعلق بعمليات أربع تؤثر في نموه العقلي والانفعالي والاجتماعي ألا وهي عمليات المشي والكلام والفطام والتسنين .فعمليتي المشي والكلام بجانب كونهما عمليتي نمو وحركي أو جسماني تبدأ كل منهما ببعض حركات يسيرة وتنتهي بما هو أعقد من حركات ، ألا أن لكل منهما مظهرا للنمو العقلي عند الطفل نتيجة تدرجه في إدراك العلاقات المختلفة التي تتطلبها كل عمليه في أثناء نموها وتطورها ، زد على هذا فعمليتي المشي والكلام يكسبان الطفل الاعتماد على النفس الذي يساعده على مواجهة العالم الخارجي بمفرده بعد ما كان معتمدا على الأم . فيبدأ يتشرب التقاليد والنظم الاجتماعية ، إلا أن طفل هذه المرحلة ليس اجتماعيا في سلوكه وما نلاحظه علية من لعب مع الآخرين ويفر ممن هو أجنبي ، وذلك راجع إلى تأرجحه بين اعتماده على نفسه وشعوره بالقدرة على العمل كالكبار ، لهذا يتجه إلى اللعب الإيهامي الذي نشاهده بكثرة في أثناء هذه المرحلة .أما عن صفات الطفل الانفعالية فعمليتي الفطام والتسنين لهما أثر كبير ، إذ يصاحب هاتين العلميتين ميل شديد نحو العض ، وهذا الميل يحدث تغيرا في استجابات الطفل الانفعالية التي تتمثل غالبا في التخريب وسرعة الغضب بصرف النظر عن الأسباب بمعنى أن طفل هذه المرحلة يتميز بقوة الانفعالات خصوصا في الحالات التي تتصل بحاجاته الفسيولوجية فكثيرا ما يلجا إلى العناد رغبة منه في إرضاء واثبات ذاتيته .إذا فواجب القائمين على تربية الطفل عدم الإسراع في عملية الفطام وتجنب الشدة في معاملة الطفل ، ومساعدته على تفهم نفسه وغيره من الناس ، خصوصا وأن هذه المرحلة هي التي ينسج فيها الطفل خيوط حياته المستقبلية . الصفات الفنية –أما عن صفات التعبير الفني لطفل هذه المرحلة فلم يعرف عنها شيئا أي أن البحثين في رسوم الأطفال لم يهتدوا بعد إلى صفات صريحة إلا بعد سن الثانية أي في مرحلة التخطيط . من كل هذه التحليلات نستطيع أن نتبين الكثير من الصفات التي يتميز بها الأطفال في هذه السن ومن خلال ملاحظتي لأحد الأطفال الذي يبلغ من العمر سنة وخمسة شهور تبين لي أن قدرة الولد على التعبير أقوى من البنت من ناحية العلاقة بين قوة الطفل العضلية وبين رسوماته لان الولد يستطيع أن يمسك القلم بصورة أقوى من البنت وبالتالي يستطيع أن يحدث آثار أقوى على سطح الورق أو السطح الذي يرسم عليه الطفل ، أما من ناحية الخصائص التي تميز هذه المرحلة فتبين لي أنها بعض التخطيطات التي تتجه نحو اتجاهات مختلفة وبسمك مختلف والظاهر انه مثل أكد العلماء على عدم قدرة الدارس لرسوم الأطفال تحديد الخصائص التي تميز هذه المرحلة . وقد ضمن ت هذا البحث مجموعة من الرسومات التي رسمها الطفل محمد عامر والذي يبلغ من العمر سنة وخمسة شهور . وهي في الأشكال

####################################
*** مرحلة التخطيط ، وتبدأ من 2 إلى 4 سنوات .

الصفات العامة / تنتهي المرحلة السابقة بنهاية السنة الثانية ، وبانتهائها يعد الطريق لمرحلة أعلى منها إذ أن النمو الذي يطرأ على طفل هذه المرحلة نمو ظاهر فالطفل الآن قد تحول من المهد إلى الطفولة ، وذلك بفضل نضوج قواه العقلية واتصالاته العديدة بالبيئة الخارجية التي ساعدته على أتساع تفكيره وخيالة .لذلك فأن أول صفة نلاحظها على طفل هذه المرحلة الميل إلى النشاط الحركي العضلي كالجري والقفز والتسلق ، أي استخدام عضلاته بشكل ملموس عن المرحلة السابقة وليس معنى هذا أن حياة الطفل العقلية ( التي مظهرها الحركة واللعب ) مقصورة على بعض حركات واحساسات عضلية وحسب ، بل هي أيضا عمليات عقلية مقرونة غالبا بالتفكير المعنوي المفصل بمشاعر الطفل وتخيلاته ، لذلك فإن تفكير الطفل في هذه المرحلة تفكيرا خياليا ، وهذا يفسر لنا رغبته الملحة في اللعب الإيهامي وسماع القصص الخيالية وكثرة الأسئلة التي تبدأ بلفظي ( ماذا ) و( كيف) .أما عن صفات الطفل الانفعالية فتتميز بالقوة فسرعان ما ينتقل من حالة البكاء إلى الضحك ، ومن الغضب إلى السرور ، ومن الخوف إلى الطمأنينة ، ولكن قوة الانفعال هذه تأخذ في الزوال شيئا فشيئا حتى يبدأ الطفل في تكوين عواطفه وخاصة نحو الأم . وأثر هذا ملحوظ في سلوكه الاجتماعي ، أذ يتميز طفل هذه المرحلة بإدراك بعض المعايير الاجتماعية ، فتشاهده يشارك الغير في ألعابهم ، ولو أن الأمر لا يخلو من رغبة في السيطرة ، كما يتميز بالسيطرة وكثرة الكلام ، بجانب مهاراته في انتحال الأعذار ولصق الأخطاء لغيره من الناس ، وكل هذا راجع كما ذكرنا لميله إلى الاجتماع وإدراكه لآراء الغير ، والمعايير والمبادرة الخلقية التي يود أن يعامل بها الغير ويعاملونه بها ، كما انه يتميز بكثرة المخاوف رغم نمو قدرته العقلية ، فنراه ينزعج من الظلام والقصص المثيرة . لذلك فواجب الكبار نحو طفل هذه المرحلة تجنب ما قد يثير الطفل من مخاوف والعمل على أن يمتاز أسلوبهم بطابع الاستقرار والثبات ، فلا يجوز أن نشجع الطفل إذا اعتدى على غريب ، ثم نعاقبه إذا اعتدى على أخيه أو والدته مثلا . بل يجب أن نقابل سلوك الطفل بأسلوب مستقر ثابت ، لان ثبات المعاملة من العوامل التي تؤدي إلى تكوين الشخصية بسرعة ونجاح .

الصفات الفنية .تحدثنا عن الصفات العامة لطفل هذه المرحلة ، فهل لهذه الصفات أثر في تعبيره الفني ؟ أو بعبارة أخرى ما هي أهم الصفات التي نلاحظها على رسوم الأطفال من سن الثانية حتى سن الرابعة ؟

1. التخطيط الغير منظم – لوحظ أن طفل الثانية يبدأ عن طريق الصدفة تعبيره الفني ببعض تخطيطات الغير منظمة ، وإذا كانت هذه التخطيطات تنم عن شئ تعبر غالبا عن احساسات الطفل العضلية والجسمانية ، كذلك بادراك الطفل عما يسمى ( برسم الأشخاص) إدراكا ناقصا أما عن (اللون ) فلا يخرج عن كونه إدراكا ذاتيا استمتاعيا .

2. التخطيط المنظم / ثم بعد فترة من الزمن نلاحظ أن التخطيط الغير منظم يتطور ، فيأخذ مظهرا خاصا ، أما تخطيطا أفقيا أو رأسيا أو مائلا . ويعلل البعض أن سبب هذا التطور يرجع إلى أدراك الطفل العلاقة بين حركات اليد وبين أثر هذه الحركات على الورق . إذا فهذا التطور يرجع في أساسه إلى نمو وأدراك للبيئة الخارجية ، وبالرغم من هذا نجد أن الطفل في هذه الفترة ليس لديه إدراك نحو ( رسم الأشخاص ) كما أن إدراكه للون أدراك ذاتي استمتاعي .

3. التخطيط الدائري / وحوالي في السنة الثالثة يأخذ التعبير الفني للطفل مظهرا آخر للنمو ، فمن التخطيط المنظم إلى التخطيط الدائري أي خطوط شبه دائرية ، وسبب هذا التطور يرجع إلى قدرة الطفل على التحكم في عضلاته والسيطرة على الحركات المختلفة ، ولكن أدراك الطفل بالنسبة لرسم الأشخاص والإحساس بالبعيد والقريب ( لا يزال إدراكا ناقصا ) .

4. التسمية / وحوالي في سن الرابعة يتحول تعبير الطفل من الاحساسات الجسمانية العضلية إلى خيال فكري ، ومظهر هذا الخيال الفكري عبارة عن رموز يطلق عليها الطفل أسماء كان يرسم الطفل خطا ويقول هذا بابا أو ماما أو يبدأ بذكر التسمية أولا فيقول أنني سأرسم ( بابا) أو ( ماما ) ثم يعبر عنه بخط رمزي … لذلك فرسم الأشخاص بالنسبة لهذا الطفل عبارة عن رموز أو مدركات خيالية تعرف عن طريق التسمية أما عن إدراكه للقريب والبعيد فلا يخرج عن كونه إدراكا خياليا ، أما عن اللون فطفل الرابعة يستعمله من أجل التفرقة بين الرموز ، كأن يرسم رمز( بابا) بلون أحمر ورمز ( ماما) بلون أخضر مثلا . من خلال تعاملي مع الأطفال الذين يمرون بنفس المرحلة العمريه لمرحلة التخطيط تبين لي أنها تحمل نفس سمات وخصائص هذه المرحلة من ناحية بداية الطفل بالتخطيطات العشوائية التي تبينت لي بشكل كبير في رسوم أحد الأطفال عمره ثلاث سنوات وستة شهور حيث بدأ هذا الطفل بمزج رسوماته بالعديد من الرموز و الخطوط المتجه نحو شيء معين وربما ذلك راجع إلى تقدم هذا الطفل عن السن الذي يمر بها ولكن بقية الصفات قد لمستها في رسومات الطفلة ثريا سالم والتي عمرها لا يزيد ثلاث سنوات ونصف والتي دللت خطوطها على أن هناك احساسات عضلية وتحكم في الأيدي مما أدى إلى ظهور بعض السمات التي تميز هذه المرحلة منها أن الخط في رسومات هذه الطفلة له بداية وله نهاية وقد قصدت أن تعبر عن أشكال معينة كما تبين لي ذلك من خلال سؤالي لها عن الموضوع الذي تعبر عنه برسمها فقالت لي أنها ترسم عائلتها وأحد القطط التي تعيش معهم في البيت كما في الأشكال